حسن رده عليه السلام على من شتمه:
إعلام الورى الإرشاد: أبو محمد الحسن بن محمد، عن جده، عن محمد بن جعفر، وغيره قالوا:
وقف على علي بن الحسين رجل من أهل بيته فأسمعه وشتمه، فلم يكلمه فلما انصرف قال:
لجلسائه: لقد سمعتم ما قال هذا الرجل، وأنا احب أن تبلغوا معي إليه حتى تسمعوا مني ردي عليه، قال: فقالوا له: نفعل ولقد كنا نحب أن يقول له ويقول: فأخذ نعليه ومشى وهو يقول: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).
فعلمنا أنه لا يقول له شيئا. قال: فخرج حتى أتى منزل الرجل فصرخ به فقال:
قولوا له: هذا علي بن الحسين، قال: فخرج إلينا متوثبا للشر وهو لا يشك أنه إنما جاء مكافئا له على بعض ما كان منه، فقال له علي بن الحسين: يا أخي إنك كنت قد وقفت علي آنفا فقلت وقلت، فإن كنت قلت ما في فأستغفر الله منه، وإن كنت قلت ما ليس في فغفر الله لك، قال: فقبل الرجل بين عينيه وقال: بل قلت فيك ما ليس فيك وأنا أحق به.
قال الراوي للحديث: والرجل هو الحسن بن الحسن رضي الله عنه.
قضاءه لدين زيد بن أسامة:
الإرشاد: الحسن بن محمد، عن جده، عن أبي نصر، عن محمد بن علي بن عبدالله عن أبيه، عن جده عبدالله بن هارون، عن عمرو بن دينار قال: حضرت زيد بن أسامة بن زيد الوفاة فجعل يبكي، فقال له علي بن الحسين: ما يبكيك؟ قال:
يبكيني أن علي خمسة عشر ألف دينار، ولم أترك لها وفاء فقال له علي بن الحسين: لا تبك فهي علي وأنت بري منها فقضاها عنه.
تعامله عليه السلام مع ناقته:
ثواب الأعمال: ابن الوليد، عن الصفار، عن البرقي، عن يونس بن يعقوب عن الصادق (عليه السلام) قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام) لابنه محمد (عليه السلام) حين حضرته الوفاة: إنني قد حججت على ناقتي هذه عشرين حجة، فلم أقرعها بسوط قرعة فإذا نفقت فادفنها لا تأكل لحمها السباع، فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ما من بعير يوقف عليه موقف عرفة سبع حجج إلا جعله الله من نعم الجنة، وبارك في نسله فلما نفقت حفر لها أبو جعفر (عليه السلام) ودفنها.
عطاءه عليه السلام.
المحاسن: محمد بن علي، عن علي بن أسباط، عن سيابة بن ضريس، عن حمزة بن حمران، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا كان اليوم الذي يصوم فيه، يأمر بشاة فتذبح وتقطع أعضاؤها وتطبخ، وإذا كان عند المساء أكب على القدور حتى يجد ريح المرق وهو صائم، ثم يقول: هاتوا القصاع اغرفوا لآل فلان، واغرفوا لآل فلان، حتى يأتي على آخر القدور، ثم يؤتى بخبز وتمر فيكون ذلك عشاءه.
المصدر:
بحار الأنوار للعلامة المجلسي
|